شاحنات عالية التقنية

شاحنات عالية التقنية

شاحنات عالية التقنية

تشير المركبات من الجيل الجديد والاهتمام المتزايد بحلول النقل والتسليم إلى التوجه المستقبلي لصناعة الشاحنات.

أطلقت شركة مان تراك اند باص MAN Truck and Bus جيلها الجديد من شاحنات TG في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، في أكبر عملية إطلاق لها منذ سنوات، مجددة بذلك دورة المنتجات التي بدأت قبل نحو 20 عامًا عند طرح أول شاحنة TG.

تتضمن مجموعة TG كلًا من: TGX وTGS وTGM وTGL، مع خيارات مرنة للتكوين تسمح بمواءمة الشاحنة مع مهمة النقل المحددة. كما تتوافر المحركات بمعايير انبعاثات مختلفة تبدأ من يورو 2 وحتى يورو 4 و5 و6d، وذلك حسب متطلبات السوق (وتُعد MAN من بين القلة القليلة من المصنعين الذين لا يزالون يقدمون خيار يورو 2).

ومن أبرز المزايا التي تقدمها هذه الشاحنات لمالكي الأساطيل: تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتعزيز المتانة، إلى جانب توفير ضمان لمدة ثلاث سنوات على مجموعة نقل الحركة الكاملة في طرازات شاحنات القطر. أما تجربة السائق فقد خضعت لتطوير شامل مع تصميم جديد كليًا للمقصورة يضم شاشتين رقميتين كبيرتين، من بينها لوحة العدادات الخاصة بعداد السرعة.

وقد أثبتت الشاحنات الجديدة شعبيتها منذ البداية، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية حيث سيتم تجميعها محليًا عبر شريكها شركة التصنيع السعودية للسيارات (SAMCO)؛ وقد كشف يورغ مومرتز، نائب الرئيس الأول ورئيس منطقة المبيعات في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، خلال الإطلاق الرقمي، أن الشركة كانت قد تلقت بالفعل طلبية تضم 150 مركبة عند لحظة الإطلاق.

قال يورغ مومرتز، الذي يشرف على المبيعات في نحو 70 دولة، إن التركيز خلال مرحلة التصميم والتطوير كان على تبسيط الأعمال للعملاء. وأضاف: "نرغب في أن نقدم للعملاء والسائقين أفضل الحلول، وردود الفعل الأولية رائعة. السائقون سعداء للغاية – فهذا تصميم متطور بمعايير عصرية، والمقصورة وخصائصها المريحة مذهلة، كما أن الشاحنات تلتزم بأحدث معايير السلامة الأوروبية الخاصة بالتصادم. أما التحول الرقمي وخيارات الاتصال فهي متقدمة جدًا، وبصراحة هذا أفضل مكان عمل للسائق رأيته في السنوات الأخيرة."

ويشير مومرتز إلى أن الفوائد التي تقدمها السلسلة الجديدة للعملاء تشمل: كفاءة واقتصادًا أعلى بفضل تحسين استهلاك الوقود، وزيادة زمن التشغيل الفعلي، إلى جانب وجود شريك قوي يدعم العملاء عبر شبكة خدمات كثيفة. كما تتميز الشاحنات بدورات صيانة ممتدة – تختلف حسب ظروف السوق – بينما تقدم MAN عقودًا محسّنة للصيانة والإصلاح. ويمكن لأنظمة التليماتكس أن تُنشئ جداول صيانة تعتمد على الاستخدام الفعلي للمركبة.

شاحنات عالية التقنية

قال يورغ مومرتز: "من خلال الجمع بين عقد الإصلاح والصيانة، يمكننا أن نضمن للعميل أقل تكلفة مع أعلى مستوى من توافر الشاحنة." وأوضح أن توقف الشاحنة المفاجئ وغير المخطط له لمدة يومين في أوروبا قد يمحو عادةً كامل أرباح الشهر.

ويضيف مومرتز أن غالبية المركبات في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ستُباع على الأرجح مزودةً بعلب تروس أوتوماتيكية، وهي ميزة تحسن أداء السائق وتجربته، وتقلل من استهلاك الوقود والتآكل، بل وتزيد من الحمولة الصافية، نظرًا لكون علب التروس الأوتوماتيكية أخف وزنًا.

ويصف مومرتز التحول نحو الأوتوماتيكي بأنه اتجاه واضح، قائلًا: "حتى في الأسواق التي قد يكون فيها مستوى تأهيل السائقين أقل، يستطيع مشغل الأسطول تقليل فترة التوقف بشكل كبير، لأنه لا يواجه مشاكل مع القابض، كما أن موثوقية دورة الحياة أعلى بكثير، وبالتالي يقل استهلاك الوقود ويصبح أكثر استقرارًا، لأن علبة التروس الأوتوماتيكية تؤدي المهمة بكفاءة أفضل من السائق العادي." تُنتج علب التروس الأوتوماتيكية المتوفرة في شاحنات مان المباعة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل شركة ZF.

الكابينات في سلسلة الشاحنات الجديدة حصدت إشادات واسعة من السائقين بفضل ما توفره من راحة أكبر، وميزات أمان محسّنة، وتصميم هندسي مريح، إضافةً إلى ترتيب أكثر سلاسة لعناصر التحكم. وتندمج شاشة العدادات الرقمية بشاشة ثانية كبيرة مزودة بعجلة تحكم، وهو مستوى من التطور قد يكون أعلى مما اعتاده العديد من السائقين في المنطقة، لكنه يُعد ركيزة أساسية في جهود MAN لتعزيز الروابط الرقمية بين الشاحنات والسائقين ومديري الأساطيل.

أما فيما يتعلق باعتماد التقنيات الجديدة، فيشير مومرتس إلى وجود أنماط مختلفة. فبعض العملاء "المتحفظين" في البداية لا يرغبون في أي تغييرات جديدة. ويقول: “لكن خبرتي الممتدة على مدار 30 عامًا تؤكد أنه بمجرد أن يجرّب العميل المنتج الجديد ويحصل على تجربة إيجابية، فإنه لا يرغب في العودة إلى المنتج القديم.”

ويضيف: “وعلى الجانب الآخر، هناك دائمًا شريحة من العملاء – كما هو الحال في قطاع سيارات الركاب – تريد أن تكون السباقة إلى اقتناء أحدث التقنيات وأجدد المنتجات. هؤلاء يرغبون في امتلاك منتج ذو مظهر حديث، وهو أمر مفيد أيضًا لبناء الصورة الذهنية – لهم ولنا.”

في حين أن أنشطة إطلاق الجيل الجديد قد تعرّضت للاضطراب بسبب الجائحة المستمرة، فإن الصداع الأكبر يأتي من تحديات اللوجستيات وسلسلة التوريد التي تواجه المصنعين في جميع الصناعات تقريبًا. وتشمل هذه التحديات نقص أشباه الموصلات والحاويات البحرية، إلى جانب ارتفاع الأسعار وقدرة اللوجستيات المحدودة، وفقًا لما ذكره مومرتس. وأضاف: "نحن جميعًا في الصناعة نواجه نفس المشكلات. الأمر ليس مشكلة كبيرة بعد، لكنه يشكل تحديًا يوميًا لتحسين اللوجستيات." ويمكن لمصنعي الشاحنات توقع استمرار ارتفاع تكاليف المواد، لكنه يعتقد أنه لا ينبغي للمشترين توقع أي زيادات كبيرة في أسعار الشاحنات الجديدة في المستقبل، بخلاف التعديلات السعرية المعتادة.

وبالنظر إلى المستقبل، يقول مومرتس إن الجائحة حسّنت الصورة والمكانة لصناعة اللوجستيات والنقل العالمية. ويضيف: "في بعض الدول، هناك نوع من الوصمة – لا أحد يحب الشاحنات على الطرق السريعة. لكن العام الماضي، حظيت اللوجستيات والنقل والتوزيع بصورة أفضل كونها ذات أهمية نظامية. وهذا يساعد عملاءنا ويساعدنا على الظهور بشكل إيجابي كصناعة."

ويتابع: "صناعة الشاحنات هي صناعة عالية التقنية، وكذلك صناعة شركائنا في اللوجستيات والنقل. نحن بحاجة إلى الرقمنة داخل الشاحنة لربطها بأنظمة عملائنا. هذه هي خارطة الطريق للمستقبل، وأيضًا للاستعداد لتحقيق انبعاثات صفرية والقيادة الذاتية، أو أيًا كانت الاتجاهات الكبرى للمستقبل. لذلك، تُعد مجموعة شاحنات TG الجديدة معلمًا مهمًا في خارطة الطريق الخاصة بنا للمستقبل."

شاحنات عالية التقنية

الطلب على خدمات التوصيل

يقول ماركو تورطا، مدير IVECO في منطقة الشرق الأوسط والخليج، والمقيم في دبي، إن التعافي الاقتصادي يسير على قدم وساق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنه يميل إلى أن يكون أقوى في الدول التي نجحت في مكافحة فيروس كورونا. وأضاف: "في الأسواق التي تم احتواء الفيروس فيها، أرى تعافيًا – بالتأكيد السوق يتحسن."

تشمل الأسواق الرئيسية لشركة IVECO كلًا من: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والعراق، ومصر. وفي مصر، يشهد الطلب تحسنًا خاصة في قطاعي اللوجستيات والبناء. ويقول تورطا: "الحكومة تستثمر، لذلك الطلب ينمو."

مع تزايد التركيز على التجارة الإلكترونية ولوجستيات الميل الأخير، شهدت IVECO طلبًا متزايدًا على شاحنتها Daily في الفئة الخفيفة. وعلى الرغم من هيمنة الشركات اليابانية المصنعة للمعدات الأصلية (OEMs) على السوق، فإن شاحنة Daily تتميز بمواصفات أكثر تقدمًا وتصميمًا يركز على التوصيل داخل المدن والمناطق الحضرية. ويضيف تورطا: "نشهد حاليًا طلبًا هائلًا في هذه الفئة، ونخطط لإطلاق Daily Hi-Matic المزودة بناقل حركة أوتوماتيكي والمخصصة للتوصيل داخل المدينة. نحن نبني وجودنا في هذا القطاع."

تتوفر شاحنة Daily في تكوينين رئيسيين: شاحنة فان تستخدمها شركات البريد واللوجستيات، وشاسيه كابينة وتستخدم أساسًا مع صندوق تبريد لتوزيع الأغذية. وتصل سعة الوزن الإجمالي للمركبة بين 3.5 و7 أطنان.

من منظور إجمالي تكلفة الملكية، يشير تورطا إلى أنه خلال خمس سنوات من التشغيل، سيحقق العميل مدخرات كبيرة نتيجة لانخفاض استهلاك الوقود وتقليل تكاليف الإصلاح والصيانة، مما يجعلها أرخص من المنافسين.

وتشمل النماذج الرئيسية الأخرى في مجموعة IVECO: شاحنة Performer: شاحنة جرّاس 4×2 بمعلقات ميكانيكية، ومقصورة نوم، وقوة محرك عالية (440 حصان)، وهي الأكثر مبيعًا في فئة الشاحنات الثقيلة. وشاحنة Trakker: مخصصة للتطبيقات الثقيلة مثل الشاحنات القلابة أو صهاريج النقل. وشاحنة Eurocargo: ضمن فئة الشاحنات متوسطة الوزن، وتعد شائعة بشكل خاص في تطبيقات البلديات.

 تشهد شركة IVECO طلبًا متزايدًا على مجموعة Daily الخاصة بها، بفضل نمو التجارة الإلكترونية ولوجستيات الميل الأخير.
تشهد شركة IVECO طلبًا متزايدًا على مجموعة Daily الخاصة بها، بفضل نمو التجارة الإلكترونية ولوجستيات الميل الأخير.

بالإضافة إلى ما ذكر، فهناك اتجاه آخر في دول مجلس التعاون الخليجي يتمثل في التركيز على التوطين، بما في ذلك توظيف سائقي الشاحنات، خاصة في سلطنة عمان وإلى حد أقل في المملكة العربية السعودية. ويشير تورطا إلى أن هذا يزيد من أهمية تدريب السائقين، الذي يُقدَّم عادةً مع تسليم المركبات الجديدة. ويضيف أن زيادة استخدام نواقل الحركة الأوتوماتيكية تسهّل أيضًا على السائقين القيادة.

ويقول تورطا: "عادةً ما تكون مسؤولية التدريب على عاتق الشركات، لكن بالتأكيد يقوم الموردون أيضًا بدعم العملاء، لأن السلامة والاقتصاد في قيادة المركبة أمران أساسيان."

Back