مع ازدهار الطلب على الشاحنات في ظل النمو السريع الذي تشهده العديد من الاقتصادات الإفريقية بعد جائحة كوفيد، يركز مصنعو الشاحنات على تقديم مركبات عالية الجودة، إلى جانب خدمات دعم مخصصة وتقنيات متطورة تضمن استمرارية أعمال عملائهم.
أبدى صانعو الشاحنات الذين تحدثوا مع المعدات والآليات تفاؤلهم بشأن مستقبل مبيعات الشاحنات في إفريقيا والمنطقة الأوسع بما في ذلك الشرق الأوسط.
وقال أنوراغ مهروترا، رئيس قسم الأعمال الدولية في تاتا موتورز للمركبات التجارية: "من المتوقع أن يشهد قطاع الشاحنات في إفريقيا نموًا كبيرًا، مدفوعًا بالتعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات اللوجستية."
وأضاف مهروترا: "التوقعات العامة إيجابية، مع وجود فرص ملحوظة لتوسيع حجم المبيعات عبر مختلف القطاعات. ومع استمرار الحكومات والشركات الخاصة والمستثمرين الدوليين في استثماراتهم، يسير قطاع الشاحنات على الطريق نحو أن يصبح أكثر كفاءة واستدامة ومرونة."
وبالمثل، تشهد UD Trucks نتائج قوية في الأسواق الرئيسية، وفقًا لوهاج مالك، مدير مبيعات UD Trucks لمنطقة الخليج. وقال: "خلال عام 2023، ازدهرت الأعمال، مع تسجيل مبيعات قياسية وأداء قوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق إفريقيا."
وتتوسع UD Trucks في شرق إفريقيا، حيث احتلت المرتبة الثانية من حيث حصة السوق في أوغندا. وتشير خطط إنشاء مصنع لتجميع الشاحنات محليًا في كينيا إلى مسار نموها المتسارع، بحسب مالك.
وأضاف أن الشركة شهدت أيضًا زيادة مزدوجة الرقم في مبيعات التجزئة في المملكة العربية السعودية، مدفوعة بإطلاق مجموعة Euro 5، إلى جانب زيادة ثلاثية الأرقام في مبيعات الشاحنات في الإمارات، لا سيما في قطاع إدارة النفايات.
ويقول مالك: "بالنظر إلى المستقبل، يبدو أن عام 2024 سيكون عامًا أقوى بالنسبة لشاحنات UD Trucks، مع توقعات باستمرار النمو والنجاح في جميع أسواقنا الرئيسية."
وتقدم تاتا موتورز مجموعة شاملة من المركبات مصممة خصيصًا للسوق الإفريقية، تشمل كلًا من التوجيه الأيسر (LHD) والتوجيه الأيمن (RHD) لمركباتها التجارية. وفي قطاع الشاحنات الثقيلة، تتوزع العروض الرئيسية على رؤوس الجر والشاحنات متعددة المحاور والشاحنات القلابة (Tipper)، لتلبية التطبيقات المتنوعة مثل البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتعدين، وغيرها.
وتتوفر كل من عائلتي شاحنات Prima وSigna ضمن فئة رؤوس الجر، بقدرات تتراوح بين 40 و60 طنًا. أما في فئة الشاحنات متعددة المحاور، فتتوفر منصات LPT وSigna وPrima بقدرات تتراوح بين 25 و42 طنًا، في حين تقدم فئة الشاحنات القلابة خيارات متعددة ضمن نطاق 25-47 طنًا لتلبية متطلبات قطاعات التعدين والبنية التحتية والبناء، بحسب مهروترا.
ويقول مهروترا: "تتميز جميع شاحناتنا بهندسة قوية وحلول مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات الأسواق المختلفة وضمان ربحية العملاء. كما تتميز مركباتنا بمحركات متطورة وتخضع لاختبارات صارمة على تضاريس متنوعة، لضمان أداء موثوق في مختلف دورات التشغيل."
وأضاف أن هناك جوانب أخرى تساعد على تعزيز الإنتاجية، منها انخفاض إجمالي تكلفة الملكية (TCO) بفضل كفاءة الوقود المحسّنة وتقليل تكاليف الصيانة، بالإضافة إلى الراحة والسلامة مثل التدابير التي تحد من إرهاق السائق، ودعم ما بعد البيع الشامل، وحتى تمويل المركبات من خلال البنوك والمؤسسات المالية الأخرى.
يقول مهروترا إن صانع الشاحنات يتفاعل بشكل واسع مع العملاء على مستوى العالم لفهم احتياجاتهم الحالية والمستقبلية، بهدف البقاء في طليعة السوق. وأضاف: "نعتقد أننا في موقع جيد مع مجموعة منتجات شاملة تغطي المنطقة الإفريقية، وسنقوم بإطلاق طرازات وتقنيات جديدة في الوقت المناسب مع تطور السوق."
تشمل الطرازات الرئيسية لشاحنات UD Trucks في فئة الشاحنات الثقيلة مجموعتي Croner و Quester. ويصف مالك شاحنة Quester بأنها "حل متكامل يجمع بين كفاءة الوقود من الطراز الأول والمتانة، ما يجعلها خيارًا فعالًا للغاية لتطبيقات متنوعة."
ويضيف: "تم تصميم طراز Quester مع التركيز على تعظيم الإنتاجية، وهو نقطة بيع قوية بالنسبة لنا على مدار العقد منذ إطلاق الشاحنة."
يشير مالك إلى عدد من الميزات، بما في ذلك تكوين المحرك المطوّر وخدمات UD Connected، التي تتيح تتبع المركبة في الوقت الفعلي وإنشاء الحدود الجغرافية (Geo-fencing) لتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية. ويتيح تنوع مجموعة Quester سهولة تركيب الهياكل الفوقية والتكيف مع تطبيقات متنوعة. وتضيف ميزات مثل ناقل الحركة اليدوي الآلي ESCOT، ونظام التباطؤ، وإمالة المقصورة الكهربائية، والمحركات ذات القدرة الحصانية الأعلى، لتجعلها مناسبة تمامًا لمواجهة تحديات النقل الحالية، بحسب مالك.
وفي قطاع الخدمات اللوجستية، تهدف مجموعة Croner إلى تلبية الطلب المتزايد على مركبات فعّالة وموثوقة وصديقة للبيئة، مع التركيز على المتانة وكفاءة استهلاك الوقود. وتشمل الميزات البارزة التليماتيكس المتقدمة للمراقبة والإدارة في الوقت الفعلي، بالإضافة إلى محرك قوي يوفر اقتصادًا ممتازًا في استهلاك الوقود. وتتوفر Croner بناقل حركة يدوي، بينما يتوفر خيار آخر بناقل حركة أوتوماتيكي من نوع Allison مركب من المصنع، لضمان عمليات توقف وانطلاق سلسة، وتحسين قابلية القيادة وتقليل إرهاق السائق.
كما ذكر مالك في حديثه أن من أولويات التصميم راحة السائق وهو ما انعكس من خلال تصميم المقصورة بشكل مريح، وميزات السلامة المتقدمة مثل المساعدة على تغيير المسار والكبح التلقائي، وتحسين قابلية القيادة، لضمان تجربة قيادة مريحة وآمنة. وتعد شاحنات Croner مناسبة أيضًا لأعمال البناء الخفيف، وإدارة النفايات، وغيرها من تطبيقات البلديات.
ويضيف: "مع تغطيتنا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المعروفة بتضاريسها الوعرة وظروفها المناخية القاسية، نحن نفهم التحديات التي يواجهها عملاؤنا. والأهم من ذلك، ندرس تلك التحديات لضمان تجاوز عملائنا لها. ومع صعوبة البيئة، يأتي دور تصميم وبناء شاحنات Quester وCroner، فهي مصممة ومهندسة لتعمل في مثل هذه الظروف القاسية."
ويشير مالك إلى أن ضمان الحد الأقصى من وقت التشغيل والإنتاجية يتطلب عادة مزيجًا من الحلول التقليدية – بما في ذلك شبكة الخدمة وتدريب السائقين – بالإضافة إلى الحلول التقنية المتقدمة مثل مراقبة المركبات أو ميزات مساعدة السائق.
يقول مهروترا من تاتا موتورز: "اليوم، لدى العملاء توقع متزايد لحلول شاملة بزاوية 360 درجة. ولدعم ذلك، نقدم مجموعة متكاملة من حلول إدارة دورة حياة المركبات، بما في ذلك الضمانات الممتدة، والخدمات الإضافية المخصصة، وحزم عقود الصيانة السنوية، وخدمات إدارة الأسطول."
ويتم دعم ذلك بشبكة ما بعد البيع التي تضم 295 نقطة خدمة في جميع أنحاء إفريقيا، مما يساعد على تقليل فترات التوقف من خلال توفير قطع الغيار الأصلية والصيانة والإصلاحات في الوقت المناسب.
كما تتميز الشاحنات نفسها بعدة ميزات مدمجة تهدف إلى تحسين قابلية القيادة وتقليل العادات التي يقوم بها السائقون والتي تؤدي إلى زيادة التآكل. على سبيل المثال، تساعد ميزة حماية النقل لأسفل على منع التنقل المتكرر للأسفل، مما يحمي المحرك وناقل الحركة ويضمن عمليات أكثر سلاسة؛ بينما يتحكم نظام إدارة تسارع المركبة في معدلات التسارع لتحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل تآكل المحرك.
وفي الوقت نفسه، يتوفر نظام المركبات المتصلة من تاتا موتورز في بعض الأسواق، مما يمكّن من مراقبة صحة المركبة في الوقت الفعلي، بحيث يمكن للمشغلين إجراء الصيانة الاستباقية وتقليل خطر الأعطال المفاجئة.
ويعني ذلك أيضًا أن مديري الأساطيل يمكنهم مراقبة أداء المركبات والسائقين في الوقت الفعلي. ويوضح مهروترا: "يتيح ذلك تتبع أنماط القيادة، والكشف عن احتمالات سرقة الوقود، واستخدام المركبات بشكل عام، ما يضمن إدارة أسطول مثالية وكفاءة عالية، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على جداول المشاريع والميزانيات."
وبالحديث عن الإنتاجية بشكل عام، تشير مالك إلى أن طرازي Quester وCroner من شاحنات UD المزودة بمعايير Euro 5 يتميزان بفترات صيانة ممتدة وكفاءة محسّنة في استهلاك الوقود، مما يقلل الحاجة للصيانة المتكررة.
تأتي اتفاقيات الخدمة التي تقدمها الشركة المصنعة للشاحنات في شكلين رئيسيين: UD تراست ستاندرد وUD تراست ألتميت. يُعدّ ستاندرد عقد صيانة بحت يتجاوز مجرد تغيير الزيت، حيث يشمل فحوصات المركبة، وتغيير الفلاتر والزيوت، وضبط عزم الدوران، وجولات تفقدية للمركبة لفحص المكونات والكشف عن أي مشاكل محتملة.
أما UD تراست ألتميت فهو عقد صيانة وإصلاح كامل (R&M) يوفر حماية شاملة لكامل المركبة من الصدام إلى الصدام، باستثناء الإطارات والبطاريات. ويقول مالك: "يغطي هذا العقد جميع أعمال الصيانة والإصلاح، ما يمنح العملاء الثقة في تشغيل مركباتهم مع إدارة التكاليف بشكل فعال."
ويقول مالك: "المركبات التي تخضع للصيانة ضمن عقودنا تحتفظ بضمانها الكامل في السنة الأولى وضمان ناقل الحركة في السنة الثانية، كما أن المركبات المحفوظة جيدًا تتمتع بقيمة إعادة بيع أعلى، مما يعزز الاستثمار طويل الأمد."
وفي الوقت نفسه، هناك تركيز كبير على التوطين والتدريب لتحسين تجربة العملاء مع شاحنات UD بشكل عام. ويشمل ذلك مصنع تجميع في المملكة العربية السعودية، أكبر أسواقه في المنطقة، والمصنع القادم في كينيا. ويشرح مالك: "يسمح لنا هذا التوطين بتكييف منتجاتنا وخدماتنا لتلبية الاحتياجات الإقليمية المحددة، وضمان أوقات تسليم أسرع."
كما تقدم الشركة برامج تدريبية شاملة تصل إلى 4,500 ساعة، مع التركيز على المهارات التقنية، والمهارات الشخصية، وتدريب السائقين، ويمكن تقديمها من خلال مركز تطوير الكفاءات في دبي. وتساعد مبادرات مثل برنامج Driver Guard وغيرها من الأنشطة التدريبية على تعزيز الكفاءة التشغيلية والسلامة في فترة زمنية قصيرة.
ويضيف مالك: "لا يعمل هذا التدريب فقط على تعزيز الكفاءة التشغيلية والسلامة، بل يزوّد عملاءنا بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق أقصى أداء وطول عمر لمركباتهم."