تشكل أفق أفريقيا

مع تسارع التحضر في أفريقيا، تلعب الكرينات البرجية دوراً محورياً في تشكيل أفق القارة. ومع ذلك، يواجه المصنعون منافسة شديدة، ومحددات تتعلق بالعملات الأجنبية ومتطلبات متنوعة من العملاء عبر المنطقة.

مع كون الكرينات البرجية محركاً رئيسياً للتحضر والتنمية في أفريقيا، يشهد المصنعون طلباً متزايداً. ومع ذلك، يمكن أن تشكل المنافسة الشديدة وعوامل مثل توفر العملات الأجنبية عقبات أمام المستوردين.

تشير كارينا الركيبي مديرة المبيعات الإقليمية لشركة مانيتوك في الشرق الأوسط وأفريقيا ودول رابطة الدول المستقلة، إلى أن سوق الكرينات البرجية في أفريقيا يشهد نمواً ملحوظاً في عام 2024.

وتقول "ينبع هذا النمو من زيادة التحضر مع مشاريع مثل المباني الشاهقة والإسكان العام والبنية التحتية المدنية. مناطق النمو صغيرة لكنها شديدة التنافسية".

تشمل الأسواق الرئيسية لشركة بوتين جنوب أفريقيا، حيث ارتفع الطلب بعد الانتخابات. "نرى الحكومة تعطي الأولوية لمشاريع مثل المنشآت التعليمية والإسكان العام والبنية التحتية".

وتضيف أن في مصر وعلى الرغم من مشاكل العملات الأجنبية، هناك علامات على تحسن، حسبما تشير الركيبي. كما تغذي المشاريع السكنية والمباني الشاهقة الطلب في كينيا وساحل العاج. "في شرق أفريقيا، وبالأخص تنزانيا، تقوم كرينات بوتين ببناء محطة للطاقة الكهرومائية"

تسلط التعليقات الواردة من وكلاء بوتين والعملاء الرئيسيين الضوء على تحسن معدلات الاستخدام. وتقول الركيبي "بعد سنوات من انخفاض الطلب، أصبحت شركات الإيجار التي أدارت أساطيلها جيداً أقوى الآن، وتقدم عروض منتجات تنافسية"

وعلى صعيد المالكين والمشغلين، اعتمدت العديد من الأسواق الأفريقية تقليدياً على المعدات المستعملة، التي يمكن أن تتأثر بالاتجاهات الدورية. وتوضح الركيبي "مع تباطؤ السوق في أوروبا، وصلت العديد من الرافعات الخاملة إلى أفريقيا"

كارينا الركيبي، مديرة المبيعات الإقليمية لشركة مانيتوك في الشرق الأوسط وأفريقيا ودول رابطة الدول المستقلة

ومع ذلك، فإن تزايد المخاوف المتعلقة بالسلامة والموثوقية والاستخدام يزيد من الطلب على الكرينات الجديدة. وتوضح الركيبي "نشهد اهتماماً متزايداً بالرافعات، خصوصاً في فئة 5-8 أطنان، مثل نماذجنا MCT85 و MCT135 و MCT185 وتُعرف هذه الكرينات بأنها كرينات دوارة بدون قمة، تتميز بتصميمها المدمج والمتعدد الاستخدامات".

تم إطلاق MCT135 في عام 2021 وتتوفر بسعات 6 أو 8 أطنان مع طول ذراع أقصى يبلغ 60 متراً وارتفاع تحت الخطاف يصل إلى 50.9 متر.

يمكن تركيب هذه الكرينات في أقل من يوم ونصف في موقع مُهيأ جيداً، مع إمكانية نقل القسم العلوي والذراع بالكامل في خمسة حاويات فقط، مما يقلل من تكاليف النقل والتركيب. ويجعل شكلها المدمج من السهل تشغيلها جنباً إلى جنب مع رافعات أخرى في مواقع البناء الحضرية أو مشاريع البنية التحتية.

كما تشير الركيبي إلى وجود طلب على الكرينات الأكبر حجماً، بما في ذلك نماذج بقدرات 12 طن و16 طن و25 طن و40 طن، لا سيما للمشاريع الخاصة في ساحل العاج وتنزانيا.

وتقول الركيبي: "يقدّر العملاء كرينات بوتين لسهولة تركيبها وتقنيتها المبتكرة وجداول الأحمال الفعّالة. كريناتنا سهلة الاستخدام وسهلة الصيانة وتأتي مع دعم ممتاز لما بعد البيع مما يضمن طلباً عالياً وعائد استثمار قوي وقيمة متبقية مرتفعة في حال بيعها بعد انتهاء المشروع".

ويشكل التنوع الكبير في أفريقيا مع وجود 54 دولة تحدياً لأي شركة مصنعة أصلية. وتؤكد الركيبي أن مجموعة بوتين الكاملة توفر المرونة في المنتجات والتكوينات ونقاط الأسعار اللازمة لتلبية احتياجات العملاء المتنوعة.

وتضيف "نقدم عقود خدمة شاملة، تغطي كل شيء من التركيب إلى التفكيك. كما توفر الضمانات الممتدة راحة البال للمشغلين".

بالنسبة للعملاء الذين لديهم جداول زمنية عاجلة أو ميزانيات محدودة، توفر بوتين مجموعة واسعة من الكرينات المستعملة من أوروبا وآسيا. يمكن بيع هذه الكرينات "كما هي" أو إعادة تأهيلها مع ضمان. برنامج انكور من بوتين يعيد تأهيل الكرينات المستعملة وفق معايير معتمدة من المصنع، مما يسمح ببيعها مع ضمان.

وتقول "تمكّن برامج الكرينات المستعملة عملائنا من تسويق ونقل الكرينات على الصعيد العالمي من خلال منصتنا. تظل بوتين بجانب عملائنا طوال العملية، مما يضمن عمليات آمنة وموثوقة".

منطقة تحديات

بالحديث عن المبيعات الإقليمية، يسلط روي أندراده، مدير مبيعات ليبهير لمنطقة أفريقيا، الضوء على تنوع احتياجات العملاء عبر الدول والفئات المختلفة في القارة.

ويقول أندراده " في المناطق الأقل تطوراً، السرعة ليست أولوية قصوى، خصوصاً في قطاع البناء. هناك تفضيل للمعدات البسيطة ومنخفضة التكلفة".

"في المقابل، تطلب قطاعات مثل التعدين والطاقة والأحواض البحرية نفس المعايير العالية المطبقة عالمياً. هذا التنوع يجعل السوق الأفريقي تحدياً خاصاً"

تستجيب ليبهير لهذه الاحتياجات بالتركيز على الإنتاجية وأداء موقع العمل.

ويشير أندراده "نتفاعل بشكل وثيق مع العملاء أثناء تطوير المنتج لضمان تلبية متطلباتهم الخاصة"

أحد أكثر الطرازات مبيعاً من ليبهير هو الكرينات البرجية NC-B 12-70 المنتجة في مصنعها بالهند. تتميز هذه الكرينات المسطحة القمة بسعة رفع تبلغ 12 طنًا ونطاق أقصى يبلغ 70 مترًا. تشمل الميزات الرئيسية الدقة العالية في تحديد موضع الحمولة والبناء المتين ونظام التحكم المزود بمفاتيح حدية،بالإضافة إلى أكبر نصف قطر عمل في فئتها.

ويقول أندراده "كريناتNC-B 12-70 فعّالة من حيث التكلفة مع انخفاض المصاريف التشغيلية وتقليل استهلاك الطاقة وسهولة الصيانة وحاجة أقل لقطع الغيار كل ذلك مع الحفاظ على كفاءة وأداء ليبهير المميز".

الكرينات القادرة على التركيب الذاتي هي ابتكار آخر تشتهر به ليبهير. بينما تُستخدم نماذج كيه 81 وكيه 125 بشكل متكرر في الجزائر، يشير أندراده إلى أن الكرينات القادرة على التركيب الذاتي أقل شيوعاً في أماكن أخرى من أفريقيا، وعادة ما تظهر فقط عندما يجلبها المقاولون الأوروبيون.

تحظى كرينات ليبهير المستعملة -خصوصاً النماذج من 5 إلى 12 طنًا- بطلب كبير بسبب سمعتها العالمية في الجودة والموثوقية. ويضيف أندراده "تظل هذه الكرينات محل تقدير كبير لأن العملاء يعلمون أنه يمكنهم تشغيلها لسنوات عديدة إضافية".

روي أندراده، مدير مبيعات ليبهير لمنطقة أفريقيا

تعد الخدمة والدعم أساسيين للحفاظ على تشغيل الرافعات وضمان موثوقيتها. وتركز شركة ليبهير على تقديم مستوى عالٍ من الدعم للعملاء، من خلال "نهج متعدد الجوانب يركز على الموثوقية والاستجابة والقيمة"، وفقاً لما يقوله أندراده.

يشمل ذلك فرق دعم العملاء المخصصة المتاحة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع عبر قنوات متعددة، بالإضافة إلى توفر فنيين معتمدين على مستوى العالم، بحيث يكون الدعم "متاحاً كلما دعت الحاجة وأينما كانت المعدات موجودة"، كما يوضح.

بالنظر إلى توقعات الأعمال المستقبلية، يقول أندراده إن الاستثمارات في البنية التحتية، واتجاهات البناء، والعوامل الاقتصادية ستدفع الطلب على الكرينات البرجية في عام 2024. ويضيف: "تركز الحكومات على البنية التحتية، وهو ما ينبغي أن يعزز الطلب. كما تظل القطاعات السكنية والتجارية قوية أيضاً."

ويشير إلى أن العوامل العالمية مثل التضخم، وأسعار الفائدة، والاستقرار الجيوسياسي تؤثر أيضاً على سوق الكرينات. ويقول: "في أفريقيا، تشمل الأسواق الرئيسية جنوب أفريقيا ونيجيريا وغانا وتنزانيا وليبيا وكينيا ومصر، على الرغم من أن نقص العملات الأجنبية يواصل الحد من الواردات".