الرافعات الشوكية: السباق نحو الكفاءة

مع كون الرافعات الشوكية حلقة أساسية في سلسلة اللوجستيات للاقتصادات الأفريقية، يلاحظ معظم المصنعين نموًا ثابتًا في القطاع، مع مساهمة التحول الكهربائي، وزيادة استخدام المنصات، وكفاءات أخرى في نمو قطاع المخازن.

من مقرها في جنوب إفريقيا، تمتلك فويكازي بانجازي، مديرة المبيعات الوطنية في CFAO للمعدات بجنوب أفريقيا، الموزع لشركة معدات Toyota، رؤية واضحة لتفاصيل السوق، وما قد يعنيه ذلك لمبيعات الرافعات الشوكية. تشمل العوامل الرئيسية التضخم، وتقلبات أسعار الصرف، وانقطاع التيار الكهربائي. كما تؤثر التوترات الجيوسياسية العالمية على سلاسل الإمداد الدولية.

رغم التحديات، تشمل النقاط المضيئة توقعات نمو اقتصادي أعلى لعام 2024، في حين أن الحلول المبتكرة من الشركات الناشئة والشركات في مرحلة النمو تدفع التغيير الإيجابي وتساهم في مرونة ونمو أفريقيا، حسب قول بانجازي.

لقد أجبر انقطاع التيار الكهربائي العديد من الشركات على الاستثمار في مصادر طاقة بديلة، مما يجعل استخدام المعدات الكهربائية أكثر جاذبية، ناهيك عن توافقها مع الأهداف الاستراتيجية للحياد الكربوني، تقول بانجازي.

تم ملاحظة التحول الكهربائي لأسطول الرافعات الشوكية الأفريقية على نطاق واسع، حتى وإن ظل معظم الأسطول اليوم يعمل بالديزل.

يقدّر كريستوف بوريل، المدير الإداري لمجموعة Manitou لشمال ووسط أفريقيا، أن واحدةً من كل ثلاث ماكينات مباعة تكون كهربائية. ويقول: "التحول نحو الكهرباء يجعلنا نتوقع أن تتحول هذه النسبة قريبًا إلى واحد من كل اثنين [ماكينات مباعة] خلال الثلاث إلى خمس سنوات القادمة."

تقدر بانجازي أن متوسط النسبة في جنوب إفريقيا كانت 51٪ كهربائية و49٪ تعمل بالاحتراق الداخلي. وتشير إلى أن السوق الجنوب إفريقي تبنى أيضًا الاتجاه العالمي من البطاريات الحمضية الرصاصية إلى بطاريات الليثيوم خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويقول روبرت أودونوغو، نائب رئيس حلول التسويق في شركة هيستر Hyster، إن الطاقة الكهربائية أصبحت شائعة بشكل متزايد بين العمليات عالية الكثافة. ويشير إلى أنه رغم أن التحول الكهربائي يمكن أن يقدم مزايا للعديد من المنشآت، إلا أن كل عملية تختلف وقد تظهر تحديات.

فعلى سبيل المثال، العمليات الموجودة في مناطق ذات شبكات كهربائية ضعيفة أكثر عرضة لانقطاع التيار الجزئي، مما قد يوقف العمل مؤقتًا، خصوصًا عند شحن المعدات المزودة ببطاريات الليثيوم.

"وبالمثل، قد يتطلب التحول للكهرباء تخصيص مساحة إضافية لتخزين البطاريات أو ترقية البنية التحتية الكهربائية وغيرها لدعم أجهزة الشحن أو الموزعات اللازمة."

تحقيق تكاليف ملكية صحيحة

أولًا وقبل كل شيء، ترغب الشركات في "حلول رافعات شوكية متينة وسهلة الاستخدام في الوقت نفسه"، يقول أودونوغو. "القدرة على التحمل أساسية، ومن المهم أن تتمكن الشركات من اختيار الرافعة المناسبة لاحتياجاتها وميزانيتها."

ويشير إلى أهمية مراعاة إجمالي تكلفة الملكية (TCO)، وليس فقط أسعار الشراء أو الإيجار. في حالة مجموعة مانيتو Manitou، التي يصفها بوريل بأنها العلامة الرائدة للرافعات الشوكية للطرق الوعرة في أفريقيا لعقود، الوعي بالعلامة التجارية وجودة الماكينات يضمن استخدامًا أطول وقيمة إعادة بيع أعلى. "هذا يقلل بشكل كبير من إجمالي تكلفة الملكية لماكينات Manitou."

ويؤكد بوريل أن الدعم والخدمة من شبكة الوكلاء المحليين، بما في ذلك توفر قطع الغيار وجودة الوثائق الفنية، يعد عاملًا رئيسيًا في الاستخدام طويل الأمد ووقت التشغيل.

وفي نفس السياق يؤكد بانجازي أن الشركات تحتاج إلى مراعاة تكاليف الانقطاع المحتملة عند اتخاذ القرارات. "ونحن في CFAO دائمًا نفتخر بتقديم الحلول الشاملة للعملاء، بما في ذلك منتجاتنا وخدماتنا المتميزة."

أسعار الوقود المرتفعة تمثل أيضًا تكلفة ملكية يجب أخذها في الاعتبار عند تشغيل وحدات الديزل، يقول أودونوغو. "اختيار أسطول من الرافعات الشوكية يقدم كفاءة في استعمال الوقود أصبح مهمًا بشكل متزايد." ويضيف: "تقدم رافعات Hyster H2.0-3.5A اقتصادًا في استهلاك الوقود رائدًا في الصناعة. مقارنة بالمنافسين الرئيسيين، تتميز نماذج H2.0-3.5A باستهلاك وقود أقل وفق مؤشر VDI، وقد تحقق حتى 27٪ كفاءة وقود إضافية، مما يساعد في خفض التكاليف."

السباق نحو الكفاءة

تؤثر طبيعة عمليات اللوجستيات أيضًا على الطلب على المعدات. ويقول بوريل من مجموعة مانيتو إنهم يشهدون نموًا في سوق المخازن بشكل عام. أحد الأسباب هو زيادة استخدام المنصات، وتزايد تدفق البضائع في مراكز اللوجستيات، مما يدفع السوق إلى الارتفاع. "مقارنة بالأسواق الأفريقية الناشئة مع الأوروبية الأكثر نضجًا، غالبًا ما تكون قدرات الرفع المطلوبة أعلى."

تسعى الشركات غالبًا إلى تحسين ميزانياتها ضمن أسطول معدات المستودعات، وهو ما قد يشمل الاستثمار في معدات مرنة ومتعددة الاستخدامات، بهدف تعزيز استغلال مساحات التخزين، وتحسين تدفق المواد، وزيادة معدلات الإنتاجية، بحسب ما يؤكد هيستر أودونوغو.

ويضيف: "بإمكان العمليات أن تعزز من طاقتها التخزينية وتواكب الطلب المتزايد على منتجاتها وخدماتها، الأمر الذي ينعكس بدوره على رفع الكفاءة والإنتاجية والربحية على المدى البعيد."

كما يشير أودونوغو إلى أن بعض تطبيقات التخزين بدأت أيضًا بالاعتماد على المساحات الخارجية لتوسيع نطاق الاستفادة من المساحة المتاحة. ويقول: "تحتاج هذه الشركات إلى شاحنات مرنة يمكن استخدامها داخل المستودعات وخارجها على حد سواء، من أجل تحسين أساطيلها وخفض التكاليف."

تسلّط بانغازي الضوء على مزايا نظام المساعدة الذكي للمشغّلين (SEnS+) من تويوتا لمعدات المناولة، والمصمَّم خصيصًا للرافعات الشوكية بهدف تعزيز السلامة داخل المستودعات. يتميز هذا النظام بقدرات متقدمة للكشف عن المشاة والأجسام، بالإضافة إلى خاصية التحكم في حركة الرافعة التي تحدّ من حركتها لضمان التشغيل الآمن عند رصد أي عائق. ويغطي النظام نطاقًا واسعًا للكشف، إذ يمكنه رصد العوائق حتى مسافة 10 أمتار، مع زاوية كشف أفقية تبلغ 130 درجة. كما يشتمل أيضًا، بشكل قياسي، على نظام التوجيه التلقائي لمساعدة المشغّلين – وهو عنصر بالغ الأهمية خاصةً عند القيادة في الممرات الضيقة داخل المستودعات.

وتضيف بانغازي: "لقد أبدى عملاؤنا اهتمامًا كبيرًا بهذه الميزة الإضافية في منتجاتنا، إذ إنها تتماشى مع أهدافهم الاستراتيجية في مجال الصحة والسلامة."

وصول مجموعة بوبكات Bobcat إلى أفريقيا

في يناير 2024، بدأت أولى وحدات مناولة المواد التي تحمل علامة بوبكات التجارية في الخروج من خطوط الإنتاج بمصانع كوريا الجنوبية والصين وألمانيا. وقد شكّل ذلك ثمرة مبادرة عالمية استمرت على مدى عامين، جرى خلالها إعادة تسمية كامل مجموعة الرافعات الشوكية ومعدات المستودعات التي كانت تُنتج سابقًا تحت علامة دووسان للمركبات الصناعية (DIV) لتصبح الآن تحت علامة بوبكات، ومتاحة حاليًا للأسواق الإفريقية، بحسب ما يؤكد نيكولا دومون، مدير المبيعات الإقليمي – إفريقيا في شركة بوبكات.

إلى جانب إعادة إطلاق العلامة التجارية، هناك أيضًا آلات جديدة مطروحة في السوق. ويقول دومون إنهم شهدوا تحولًا ملحوظًا من الشاحنات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي إلى الشاحنات الكهربائية، حيث ارتفعت حصة شاحنات الفئة الأولى (الرافعات الكهربائية ذات الثقل الموازن) بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية. ويضيف: "نحن نعتقد أن هذا الاتجاه سيستمر في المستقبل."

وبناءً على ذلك، تعمل بوبكات على طرح شاحنات كهربائية جديدة تتراوح حمولتها بين 6 و10 أطنان، لتلبية ما يصفه دومون بالطلب المتزايد على الشاحنات الكهربائية الأكبر حجمًا. ويقول: "عرضنا منتج B80NS بسعة 8 أطنان في معرض لوجيمات بمدينة شتوتغارت في مارس 2024، وقد أبدى الوكلاء والزوار من إفريقيا اهتمامًا كبيرًا به على الفور."

يقول دومون: "توفّر هذه المنتجات الجديدة، التي تتراوح حمولتها بين 6 و10 أطنان، للمستخدمين الصناعيين خيارات واسعة من الشاحنات الصديقة للبيئة، عديمة الانبعاثات، منخفضة الضوضاء، والقادرة على إنجاز المهام الثقيلة."

ويضيف: "فعلى سبيل المثال، تقدّم الشاحنتان الكهربائيتان B80NS وB100NS، بقدرتي رفع 8.0 و10.0 أطنان على التوالي، إمكانات محسّنة على مستوى القوة والأداء والاعتمادية، لتلبية احتياجات الأعمال في مختلف القطاعات الصناعية – بدءًا من التصنيع والهندسة والمسابك، وصولًا إلى مواد البناء والنقل والتخزين."